السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
البعض لا يعرفه للأسف، وهو شخصية عظيمة ومهمة، سيدنا زيد بن الخطاب الأخ الأكبر لسيدنا عمر بن الخطاب.
أسلم قبل إسلام عمر، وشهد مع رسول الله صلى الله عليه سلم المشاهد والغزوات كلها. وكان يحبه سيدنا عمر بن الخطاب حبًّا جمًّا.
في غزوة بدر قال له عمر: يازيد البس درعي. فرد عليه زيد: إني أريد من الشهادة ما تريد. فتركوا هم الاثنين الدرع.
بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم شارك زيد فى حروب الرّدّة وأبلى بلاءً عظيمًا. وكان حامل راية المسلمين فى معركة اليمامة، قبل أن ينتصر المسلمين انتصارًا ساحقًا على المرتدين فى اليمامة، وفي بداية المعركة حدث تراجع للمسلمين في انهزام، وعندما كان يتراجع بعض جنود المسلمين تقدّم زيد بالراية وقال:أمّا الرجال فلا رجال. وجعل يصيح بأعلي صوته: اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم اليمامة.
ظل يسير براية المسلمين ويقاتل المرتدين بشدّة حتي قتله أبو مريم الحنفي واستُشهد.
وبعد انتهاء المعركة وانتصار المسلمين، عاد بعض الصحابة إلى المدينة ليُبشّروا الناس بالنصر في اليمامة، وكان سيدنا عبدالله بن عمر من ضمن الذين عادوا، وبعد أن بشّروا الناس وعمّ الفرح، ذهب عمر بن الخطاب لابنه عبد الله وسأله: ما صنع عمك زيد بن الخطاب؟ فقال له: إنه استُشهد. فغضب عمر بن الخطاب ونغز ابنه على كتفه قائلًا: ألا هلكتَ قبل زيد؟ هلك زيد وأنت حيّ؟ ألا واريت وجهك عنّي؟ فردّ عبد الله وقال: سألَ اللهَ الشهادة فأُعطيها، وجَهِدتُ أن تُسَاق إليَّ فلم أعطها. فقال عمر: سبقني إلى الحُسنيين، أسلم قبلي، واستُشهد قبلي.
وكان يقول عمر أيضاً: ما هبت الصبا، إلا وأنا أجد ريح زيد.
وبكى عمر وحزن علي أخيه حزنًا شديدًا.
كان زيد مقدامًا وشجاعًا وظهر ذلك فى الغزوات مع رسول الله وظهر أيضًا خلال حروب الرّدّة حتى آخر معركة والتى استشهد فيها وهي اليمامة....
المصادر :
- سير أعلام النبلاء
- أسد الغابة في معرفة الصحابه